يحذرون ( و الجن لما سمعوا القرآن ( و لوا إلى قومهم منذرين (
و إذا كان كذلك فكل إنسان في قلبه معرفة بربه فإذا قيل له ( إقرأ باسم ربك ( عرف ربه الذي هو مأمور أن يقرأ باسمه كما يعرف أنه مخلوق و المخلوق يستلزم لخالق و يدل عليه
و قد بسط هذا في غير هذا الموضع و بين أن الإقرار و الإعتراف بالخالق فطري ضروري فى نفوس الناس و إن كان بعض الناس قد يحصل له ما يفسد فطرته حتى يحتاج إلى نظر تحصل له به المعرفة و هذا قول جمهور الناس و عليه حذاق النظار أن المعرفة تارة تحصل بالضرورة و تارة بالنظر كما اعترف بذلك غير واحد من أئمة المتكلمين
و هذه الآية أيضا تدل على أنه ليس النظر أول واجب بل أول ما أوجب الله على نبيه صلى الله عليه و سلم ( إقرأ بإسم ربك ( لم يقل ( أنظر و إستدل حتى تعرف الخالق (
و كذلك هو أول ما بلغ هذه السورة فكان المبلغون مخاطبين بهذه الآية قبل كل شيء و لم يؤمروا فيها بالنظر و الإستدلال
و قد ذهب كثير من أهل الكلام إلى أن إعتراف النفس بالخالق و إثباتها له لا يحصل إلا بالنظر

__________


الصفحة التالية
Icon