إلى العبد و هو التوحيد و هذا معنى قول ( لا إله إلا الله ( كما جاء مفسرا ( كل مولود يولد على هذه الملة ( و روى ( على ملة الإسلام (
وفى صحيح مسلم عن عياض بن حمار أن النبى صلى الله عليه و سلم قال يقول الله تعالى ( إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين و حرمت عليهم ما أحللت لهم و أمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا (
فأخبر أنه خلقهم حنفاء و ذلك يتضمن معرفة الرب و محبته و توحيده فهذه الثلاثة تضمنتها الحنيفية و هي معنى قول ( لا إله إلا الله (
فإن فى هذه الكلمة الطيبة التى هي ( كشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها فى السماء ( فيها إثبات معرفته و الإقرار به و فيها إثبات محبته فإن الإله هو المألوه الذي يستحق أن يكون مألوها و هذا أعظم ما يكون من المحبة و فيها أنه لا إله إلا هو ففيها المعرفة و المحبة و التوحيد
و كل مولود يولد على الفطرة و هي الحنيفية التى خلقهم عليها و لكن أبواه يفسدان ذلك فيهودانه و ينصرانه و يمجسانه و يشركانه