الشياطين تمدهم الشياطين فى غيهم ( ثم لا يقصرون ( لا تقصر الشياطين عن المدد و الإمداد و لا الإنس عن الغي فلا يبصرون مع ذلك الغي ما هو معلوم لهم مستقر في فطرهم لكنهم ينسونه
و لهذا كانت الرسل إنما تأتي بتذكير الفطرة ما هو معلوم لها و تقويته و إمداده و نفي المغير للفطرة فالرسل بعثوا بتقرير الفطرة و تكميلها لا بتغيير الفطرة و تحويلها و الكمال يحصل بالفطرة المكملة بالشرعة المنزلة فصل
وهذا النسيان نسيان الإنسان لنفسه و لما فى نفسه حصل بنسيانه لربه و لما أنزله قال تعالى ( و لا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون ( و قال تعالى فى حق المنافقين ( نسوا الله فنسيهم ( و قل ( كذلك أتتك آياتنا فنسيتها و كذلك اليوم تنسى (
و قوله ( و لا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ( يقتضي أن نسيان الله كان سببا لنسيانهم أنفسهم و أنهم لما نسوا الله عاقبهم بأن أنساهم أنفسهم