الذي جعله حيا عالما قادرا سميعا بصيرا هو أولى بأن يكون حيا عالما قديرا سميعا بصيرا
و ( الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ( فجعله عليما و العليم لا يكون إلا حيا و كرمه أيضا أن يكون قديرا سميعا بصيرا و الأكرم الذي جعل غيره عليما هو أولى أن يكون عليما و كذلك فى سائر صفات الكمال و المحامد
فهذا استدلال بالمخلوق الخاص و الأول استدلال بجنس الخلق و لهذا دل هذا على ثبوت الصفات بالضرورة من غير تكلف و كذلك طريقة التفضيل و الأولى و أن يكون الرب أولى بالكمال من المخلوق
و هذه الطرق لظهورها يسلكها غير المسلمين من أهل الملل و غيرهم كالنصارى فإنهم أثبتوا أن الله قائم بنفسه حتى يتكلم بهذه الطريق لكن سموه ( جوهرا ( و ضلوا في جعل الصفات ثلاثة و هي الأقانيم
فقالوا و جدنا الأشياء تنقسم إلى جوهر و غير جوهر و الجوهر أعلى النوعين فقلنا هو جوهر ثم و جدنا الجوهر ينقسم إلى حي و غير حي و وجدنا الحي أكمل فقلنا هو حي و وجدنا الحي ينقسم إلى ناطق و غير ناطق فقلنا هو ناطق