وجودها فى الأزل فإنها لو لم توجد لكانت ممتنعة إذ ليس فى الأزل شيء سوى نفسه يوجب و جودها فإذا كانت ممكنة و المقتضي التام لها نفسه لزم وجوبها فى الأزل
و هذا مما يدل على أنه لم يزل حيا عليما قديرا مريدا متكلما فاعلا إذ لا مقتضى لهذه الأشياء إلا ذاته و ذاته و حدها كافية في ذلك فيلزم قدم النوع و أنه لم يزل متكلما إذا شاء لكن أفراد النوع تحصل شيئا بعد شيء بحسب الإمكان و الحكمة
و لهذا قد بين فى مواضع أنه ليس فى نفس الأمر ممكن يستوي طرفا وجوده و عدمه بل إما أن يحصل المقتضى لوجوده فيجب أو لا يحصل فيمتنع [ فما ] إتصف به الرب فإتصافه به واجب و ما لم يتصف به فإتصافه به ممتنع و ما شاء كان و وجب وجوده و ما لم يشأ لم يكن و إمتنع وجوده فالممكن مع مرجحه التام واجب و بدونه ممتنع
ففى قوله تعالى ( إقرأ بإسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق ( و فى قوله ( إقرأ و ربك الأكرم الذي علم بالقلم ( دلالة على ثبوت صفات الكمال له و أنه لم يزل متصفا بها
و أقوال السلف فى ذلك كثيرة و بهذا فسروا قوله ( و كان الله