و لا يمكن القول بأن الله يدبر هذا العالم إلا بذلك كما اعترف بذلك أقرب الفلاسفة إلى الحق كأبي البركات صاحب ( المعتبر ( و غيره
و أما قولهم يلزم أن للخلق خلقا آخر فقد أجابهم من يلتزم ذلك كالكرامية و غيرهم بأنكم تقولون إن المخلوقات المنفصلة تحدث بلا حدوث سبب أصلا و حينئذ فالقول بحدوث الخلق الذي تحصل به المخلوقات بلا حدوث سبب أقرب إلى العقل و النقل
و هذا جواب لازم على هذا التقدير تقدير قيام الأمور الإختيارية
و الكرامية يسمون ما قام به ( حادثا ( و لا يسمونه ( محدثا ( كالكلام الذي يتكلم به القرآن أو غيره يقولون هو حادث و يمنعون أن يقال هو محدث لأن ( الحادث ( يحدث بقدرته و مشيئته ك ( الفعل ( و أما ( المحدث ( فيفتقر إلى إحداث فيلزم أن يقوم بذاته إحداث غير المحدث و ذلك الإحداث يفتقر إلى إحداث فيلزم التسلسل
و أما غير الكرامية من أئمة الحديث و السنة و الكلام فيسمون ذلك ( محدثا ( كما قال ( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث (