الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرنى فأغفر له ( فنحن نثبت و صفه بالنزول إلى سماء الدنيا بالحديث و لا نتأول ما ذكروه و لا نلحقه بنزول الآدميين الذي هو زوال و انتقال من علو إلى أسفل بل نسلم للنقل كما ورد و ندفع التشبيه لعدم موجبه و نمنع من التأويل لارتفاع نسبته
قال و هذه الرواية هي المشهورة و المعمول عليها عند عامة المشائخ من أصحابنا
( قلت ( أما كون إتيانه و مجيئه و نزوله ليس مثل إتيان المخلوق و مجيئه و نزوله فهذا أمر ضروري متفق عليه بين علماء السنة و من له عقل فإن الصفات و الأفعال تتبع الذات المتصفة الفاعلة فإذا كانت ذاته مباينة لسائر الذوات ليست مثلها لزم ضرورة أن تكون صفاته مباينة لسائر الصفات ليست مثلها و نسبة صفاته إلى ذاته كنسبة صفة كل موصوف إلى ذاته و لا ريب أنه العلي الأعلى العظيم فهو أعلى من كل شيء و أعظم من كل شيء فلا يكون نزوله و إتيانه بحيث تكون المخلوقات تحيط به أو تكون أعظم منه و أكبر هذا ممتنع
و أما لفظ ( الزوال ( و ( الإنتقال ( فهذا اللفظ مجمل و لهذا كان

__________


الصفحة التالية
Icon