له منة ألا ترى أنا نحن لم نؤمر بحفظ التوراة والإنجيل وإن كان كثير من شرائع الكتابين يوافق شريعة القرآن فهذا وغيره يبين ما ذكره علماء المسلمين من أن الإنجيل ليس فيه إلا أحكام قليلة وأكثر الأحكام يتبع فيها ما فى التوراة وبهذا يحصل التغاير بين الشرعتين
ولهذا كان النصارى متفقين على حفظ التوراة وتلاوتها كما يحفظون الإنجيل ولهذا لما سمع النجاشي القرآن قال إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة وكذلك ورقة بن نوفل قال للنبى لما ذكر له النبى ما يأتيه قال هذا هو الناموس الذي كان يأتى موسى
وكذلك قالت الجن ( إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى ( وقال تعالى ( فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتى مثل ما أوتى موسى أو لم يكفروا بما أوتى موسى من قبل قالوا ساحران تظاهرا ( أى موسى ومحمد وفى القراءة الأخرى ( سحران تظاهرا ( أي التوراة والقرآن
وكذلك قال ( وما قدروا الله حق قدره إذا قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذى جاء به