فإن الأول تكذيب بوجودهم و الثانى يتضمن بغضهم و كراهة ما جاؤا به قال تعالى ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ( و قال عن مؤمن آل فرعون ( و لقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم فى شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب (
و أما من كذب بهم بعد الإرسال فكفره ظاهر و لكن من ظن أن الله لا يرسل إليه رسولا و أنه يترك سدى مهملا لا يؤمر و لا ينهى فهذا أيضا مما ذمه الله إذا كان لابد من إرسال الرسل و إنزال الكتب كما أنه أيضا لابد من الجزاء على الأعمال بالثواب و العقاب و قيام القيامة
و لهذا ينكر سبحانه على من ظن أن ذلك لا يكون فقال تعالى ( و ما خلقنا السماء و الأرض و ما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار أم نجعل الذين آمنوا و عملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار ( و قال تعالى ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا و أنكم إلينا لا ترجعون ( و قال تعالى ( و ما خلقنا السموات و الأرض و ما بينهما إلا بالحق و إن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل إن ربك هو الخلاق العليم ( و قال ( و خلق الله السموات و الأرض بالحق و لتجزى كل نفس بما كسبت و هم لا يظلمون (

__________


الصفحة التالية
Icon