الزمان و لما هو دائم لم ينقطع و لما لم يأت بمعنى الماضى و المضارع و فعل الأمر فجعل المضارع لما هو من الزمان دائما لم ينقطع و قد يتناول الحاضر و المستقبل
فقوله ( لا أعبد ( يتناول نفي عبادته لمعبودهم فى الزمان الحاضر و الزمان المستقبل وقوله ( ما تعبدون ( يتناول ما يعبدونه في الحاضر والمستق كلاهما مضارع
و قال في الجملة الثانية عن نفسه ( ولا أنا عابد ما عبدتم ( فلم يقل ( لا أعبد ( بل قال ( و لا أنا عابد ( و لم يقل ( ما تعبدون ( بل قال ( ما عبدتم ( فاللفظ فى فعله و فعلهم مغاير للفظ فى الجملة الأولى
و النفى بهذه الجملة الثانية أعم من النفي بالأولى فإنه قال ( و لا أنا عابد ما عبدتم ( بصيغة الماضى فهو يتناول ما عبدوه في الزمن الماضي لأن المشركين يعبدون آلهة شتى و ليس معبودهم فى كل و قت هو المعبود في الوقت الآخر كما أن كل طائفة لها معبود سوى معبود الطائفة الأخرى
فقوله ( و لا أنا عابد ما عبدتم ( براءة من كل ما عبدوه فى الأزمنة