نفسه من زيادة البراءة من الشرك و هي المقشقشة التى تقشقش من الشرك كما يقشقش المريض من المرض فإن الشرك و الكفر أعظم أمراض القلوب فأمر المؤمن بقول يوجب فى قلبه من البراءة من الشرك ما لم يكن فى قلبه قبل ذلك و كلما قاله إزداد براءة من الشرك و قلبه شفاء من المرض و إن كان الكفرة المخاطبون لا يزدادون بالأخبار عنهم إلا كفرا فالجمل الخبرية تطابق المخبر عنه و الإنشاء يوجب إحداث ما لم يكن فقيل ( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ( أي أنا ممتنع من هذا تارك له ثم قال ( و لا أنا عابد ما عبدتم ( أي أنا برىء من هذا متنزه عنه مزك لنفسي منه فإن الشرك اعظم ما تنجس به النفس و أعظم تزكية النفس و تطهيرها تزكيتها منه و تطهيرها منه فما أنا عابد قط ما عبدتم فى و قت من الأوقات
وأنتم مع ذلك ما أنتم عابدون ما أعبد بل أنتم بريئون مما أعبد و أنا برىء مما تعبدون مأمور بالبراءة منه و طالب زيادة البراءة منه و مجتهد فى ذلك
و أنا أخبر عنكم بأنكم بريئون مما أعبد إما لكونكم تأمرون بذلك و إما لكونكم تعبدونه فلا أخبر به فإنه كذب وإما لكونكم تجتهدون فى البراءة و تبالغون فيها فبها تختلف فيه أحوالكم