و إسماعيل و إسحاق و يعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا و على الناس إلى قوله ذلك الدين القيم و لكن أكثر الناس لا يعلمون ( فتبين أن ملة آبائه هي عبادة الله و هي ملة إبراهيم و قد قال تعالى ( و من يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه إلى قوله فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون (
وإذا كان كذلك فاليهود و النصارى ليسوا على ملة إبراهيم و إذا لم يكونوا على ملته لم يكونوا يعبدون إله إبراهيم فإن من عبد إله إبراهيم كان على ملته قال تعالى ( و قالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا و ما كان من المشركين إلى قوله و هو السميع العليم ( فقوله ( قل بل ملة إبراهيم ( يبين أن ما عليه اليهود و النصارى ينافي ملة إبراهيم
و هذا بعد مبعث محمد مما لا ريب فيه فإنه هو الذي بعث بملة إبراهيم و الطائفتان كانتا خارجتين عنها بما و قع منهم من التبديل قال تعالى ( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه و هذا النبى و الذين آمنوا ( و قال ( قل إنني هدانى ربى إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم ( الآية
و قال ( ثم أوحينا إليك أن إتبع ملة إبراهيم حنيفا (
و قوله ( و من يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ( يبين

__________


الصفحة التالية
Icon