( قد كانت لكم أسوة حسنة فى إبراهيم و الذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم و مما تعبدون من دون الله ( لم يحتج إلى إستثناء آخر
و أما هذه السورة فإن فيها التبري من عبادة ما يعبدون لا من نفس ما يعبدون و هو بريء منهم و من عبادتهم و مما يعبدون فإن ذلك كله باطل كما ثبت في الصحيح عن النبى صلى الله عليه و سلم يقول الله ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه غيري فأنا منه بريء و هو كله للذي أشرك
( فعبادة المشرك كلها باطلة لا يقال نصيب الله منها حق و الباقي باطل بخلاف معبودهم فإن الله إله حق و ما سواه آلهة باطلة
فلما تبرأ الخليل من المعبودين إحتاج إلى إستثناء رب العالمين و لما كان في هذه تبرؤه من أن يعبد ما يعبدون فكان المنفي هو العبادة تبرأ من عبادة المجموع الذين يعبدهم الكافرون
( الثالث ( إن كان النفي عن الموصوف بأنه معبودهم لا عن عينه فهو لا يعبد شيئا من حيث هو معبودهم لأنه من حيث هو معبودهم هم مشركون به فوجبت البراءة من عبادته على ذلك الوجه و لو قال ( من تعبدون ( لكان يقال إلا رب العالمين لأن النفي و اقع على

__________


الصفحة التالية
Icon