لكن قد لا يطلق لفظ التفاضل كما لا يطلق لفظ التماثل لا لأن الصفات متماثلة عنده بل هو ينفي التماثل لعدم التعدد و لعدم إطلاق التغاير كما يقال هل يقال الصفات مختلفة أم لا و هل هي متغايرة أم لا و هل يقال فى كل صفة إنها الذات أو غيرها أو لا يجمع بين نفيهما و إنما يفرد كل نفي منهما أو لا يطلق شيء من ذلك فهذه الأمور لا إختصاص لها بهذه المسألة مسألة التفضيل
ولا ريب أن التماثل أو التفاضل لا يعقل إلا مع التعدد و تعدد أسماء الله و صفاته و كلماته هو القول الذي عليه جمهور المسلمين و هو الذي كان عليه سلف الأمة و أئمتها و هو الموافق لفطرة الله التى فطر عليها عباده فلهذا كان الناس يتخاطبون بموجب الفطرة و الشرعة و إن كانت لبعضهم أقوال أخر تنافى الفطرة و الشرعة و تستلزم بطلان ما يقوله بمقتضى الفطرة و الشرعة فإن القرآن و السنة قد دلا على تعدد كلمات الله في غير موضع و قد قال تعالى ( ^ قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي و لو جئنا بمثله مددا ^ ( و قال تعالى ( ^ و لو أن ما في الأرض من شجرة أقلام و البحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ^
و قد ذكرنا فى غير هذا الموضع قول السلف و أنهم كانوا يثبتون لله كلمات لا نهاية لها و بينا النزاع فى تعدد العلوم و الإرادات و أن