تعالى يقول ( نزل أحسن الحديث ( و قال النبى صلى الله عليه و سلم لأبى ( أتدرى أى آية معك فى كتاب الله أعظم ( و قال ( لأعلمنك سورة لم ينزل فى التوراة و لا الإنجيل و لا فى الزبور و لا فى القرآن مثلها ( إلى غير ذلك مما تقدم ذكره
و منهم من قال بل المراد بقوله ( خيرمنها ( أي خير منها لكم اي أكثر ثوابا أو أقل تعبا و قال ما دل على أن بعضه أفضل من بعض فليس هو تفضيلا لنفس الكلام بل لمتعلقه و هو أن تلاوة هذا و العمل به يحصل به من الأجر أكثر مما يحصل بالآخر فيقال لهؤلاء ما ذكرتموه حجة عليكم مع ما فيه من مخالفة النص و ذلك أن كون الصواب على أحد القولين أو الفعلين أكثر منه على الثاني إنما كان لأنه فى نفسه أفضل و لهذا إنما تنطق النصوص بفضل القول و العمل فى نفسه كما قد سئل النبى صلى الله عليه و سلم غيره مرة أي العمل أفضل فيجيب بتفضيل عمل على عمل و ذلك مستلزم لرجحان ثوابه و أما رجحان الصواب مع تماثل العملين فهذا مخالف للشرع و العقل
و كذلك الكلام و فى صحيح مسلم عن سمرة عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال ( أفضل الكلام بعد القرآن أربع و هن من القرآن سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر (