فإن هذا ممتنع فى صفات المخلوقين إن تفارق الصفة محلها و تنتقل إلى غير محلها فكيف بصفات الخالق جل جلاله و قد قال تعاللى فى كلام المخلوقين ( ! ٢ < كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا > ٢ ! ( و تلك الكلمة هي قائمة بالمتكلم و سمعت منه ليس خروجها من فيه أن ما قام بذاته من الكلام فارق ذاته و إنتقل إلى غيره فخروج كل شيء بحسبه و من شأن العلم و الكلام إذا إستفيد من العالم و المتكلم أن لا ينقص من محله و لهذا شبه بالنور الذي يقتبس منه كل أحد الضوء و هو باق على حاله لم ينقص فقول من قال من السلف الصمد هو الذي لم يخرج منه شيء كلام صحيح بمعنى أنه لا يفارقه شيء منه
و لهذا إمتنع عليه أن يلد و أن يولد و ذلك أن الولادة و التولد و كل ما يكون من هذه الألفاظ لا يكون إلا من أصلين و ما كان من المتولد عينا قائمة بنفسها فلابد لها من مادة تخرج منها و ما كان عرضا قائما بغيره فلابد له من محل يقوم به فالأول نفاه بقوله ( أحد ( فإن الأحد هو الذي لا كفؤ له و لا نظير فيمتنع أن تكون له صاحبة و التولد إنما يكون بين شيئين قال تعالى ( ^ أنى يكون له و لد و لم تكن له صاحبة و خلق كل شيء و هو بكل شيء عليم ^ ( فنفى سبحانه الولد بإمتناع لازمه عليه فإن إنتفاء اللازم يدل