الفاعلين فإن من فعل مثل فعل غيره لا يقال أعاده و إنما يقال حاكاه و شابهه بخلاف ما إذا فعلا ثانيا مثل ما فعل أولا فإنه يقال أعاد فعله و كذلك يقال لمن أعاد كلام غيره قد أعاده و لا يقال لمن أنشأ مثله قد أعاده و يقال قريء على هذا و أعاد على هذا و هذا يقرأ أي يدرس و هذا يعيد و لو كان كلاما آخر مما يماثله لم يقل فيه يعيد و كذلك من كسر خاتما أو غيره من المصوغ يقال أعده كما كان و يقال من هدم دارا أعدها كما كانت بخلاف من أنشأ أخرى مثلها فإن هذا لا يسمى معيدا و المعاد يقال فيه هذا هو الأول بعينه و يقال هذا مثل الأول من كل و جه و نحو ذلك من العبارات الدالة على أنه هو هو من و جه و هو مثله من و جه
و بهذا تزول الشبهات الواردة على هذا الموضع كقول من قال الإعادة لا تكون إلا مع إعادة ذلك الزمان و نحو ذلك مما يمنع إعادته فى صريح العقل و إنما يعاد بالإتيان بمثله و إن قال بعض المتكلمين أنه لا مغايرة أصلا بوجه من الوجوه
و الإعادة التى أخبر الله بها هي الإعادة المعقولة في هذا الخطاب و هي الإعادة التى فهمها المشركون و المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و هى التى يدل عليها لفظ الإعادة و المعاد هو الأول بعينه و إن كان بين لوازم الإعادة و لوازم البدأة فرق فذلك الفرق لا يمنع

__________


الصفحة التالية
Icon