ثالث ثلاثة
فعلماء النصارى الذين فسروا قولهم هو إبن الله بما ذكروه من أن الكلمة هي الإبن و الفرق الثلاثة متفقة على ذلك و فساد قولهم معلوم بصريح العقل من و جوه
( أحدها ( أنه ليس فى شيء من كلام الأنبياء تسمية صفة الله إبنا لا كلامه و لا غيره فتسميتهم صفة الله إبنا تحريف لكلام الأنبياء عن مواضعه و ما نقلوه عن المسيح من قوله عمدوا الناس بإسم الأب و الإبن و روح القدس لم يرد بالإبن صفة الله التى هي كلمته و لا بروح القدس حياته فإنه لا يوجد فى كلام الأنبياء إرادة هذا المعنى كما قد بسط هذا فى الرد على النصارى
( الوجه الثاني ( أن هذه الكلمة التى هي الإبن أهي صفة الله قائمة به أم هي جوهر قائم بنفسه فإن كانت صفته بطل مذهبهم من و جوه ( أحدها ( أن الصفة لا تكون إلها يخلق و يرزق و يحيى و يميت و المسيح عندهم إله يخلق و يرزق و يحيى و يميت فإذا كان الذي تدرعه ليس بإله فهو أولى أن لا يكون إلها ( الثاني (
أن الصفة لا تقوم بغير الموصوف فلا تفارقه و إن قالوا نزل عليه كلام الله أو قالوا أنه الكلمة أو غير ذلك فهذا قدر مشترك بينه و بين سائر الأنبياء