ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون ما كان لله أن يتخذ من و لد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ^ ( و لو قدر أنه نفسه كلام الله كالتوراة و الإنجيل و سائر كلام الله لم يكن كلام الله و لا شيء من صفاته خالقا و لا ربا و لا إلها فالنصارى إذا قالوا إن المسيح هو الخالق كانوا ضالين من جهة جعل الصفة خالقة و من جهة جعله هو نفس الصفة و إنما هو مخلوق بالكلمة ثم قولهم بالتثليب و إن الصفات ثلاث باطل و قولهم ايضا بالحلول و الإتحاد باطل فقولهم يظهر بطلانه من هذه الوجوه و غيرها
فلو قالوا أن الرب له صفات قائمة به و لم يذكروا إتحادا و لا حلولا كان هذا قول جماهير المسلمين المثبتين للصفات و إن قالوا أن الصفات أعيان قائمة بنفسها فهذا مكابرة فهم يجمعون بين المتناقضين و ايضا فجعلهم عدد الصفات ثلاثة باطل فإن صفات الرب أكثر من ذلك فهو سبحانه موجود حي عليم قدير و الأقانيم عندهم التى جعلوها الصفات ليست إلا ثلاثة و لهذا تارة يفسرونها بالوجود و الحياة و العلم و تارة يفسرونها بالوجود و القدرة و العلم و إضطرابهم كثير فإن قولهم فى نفسه باطل و لا يضبطه عقل عاقل و لهذا يقال لو إجتمع عشرة من النصارى لإفترقوا على أحد عشر قولا