يتولد عنها العلم و الكلام كما يتولد ذلك عن نفس الرجل العالم منها فيتولد من ذاته العلم و الحكمة و الكلام فلهذا سميت الكلمة إبنا قيل هذا باطل من و جوه
أحدها أن صفاتنا حادثة تحدث بسبب تعلمنا و نظرنا و فكرنا و إستدلالنا و أما كلمة الرب و علمه فهو قديم لازم لذاته فيمتنع أن يوصف بالتولد إلا أن يدعي المدعي أن كل صفة لازمة لموصوفها متولدة عنه و هي إبن له و معلوم أن هذا من أبطل الأمور فى العقول و اللغات فإن حياة الإنسان و نطقه و غير ذلك من صفاته اللازمة له لا يقال إنها متولدة عنه و إنها ابن له و أيضا فيلزم أن تكون حياة الرب ايضا إبنه و متولدة و كذلك قدرته و إلا فما الفرق بين تولد العلم و تولد الحياة و القدرة و غير ذلك من الصفات
و ثانيها أن هذا إن كان من باب تولد الجواهر و الأعيان القائمة بنفسها فلابد له من اصلين و لابد أن يخرج من الأصل جزء و أما علمنا و قولنا فليس عينا قائما بنفسه و إن كان صفة قائمة بموصوف و عرضا قائما فى محل كعلمنا و كلامنا فذاك أيضا لا يتولد إلا عن أصلين و لابد له من محل يتولد فيه و الواحد منا لا يحدث له العلم و الكلام إلا بمقدمات تتقدم على ذلك و تكون أصولا للفروع و يحصل العلم و الكلام فى محل لم يكن حاصلا فيه قبل ذلك