و هذا الذي نبهنا عليه مما يظهر به أن ما يذكره صاحب ( المحصل ( و أمثاله من تقسيم الموجودات على رأي المتفلسلفة و المتكلمة كله تقسيم غير حاصر و كل من الفريقين مقصر عن سلفه اما المتكلمون فلم يسلكوا من التقسيم المسلم الذي دل عليه الكتاب و السنة و كان عليه سلف الأمة و كذلك هؤلاء المتفلسفة اتباع أرسطو لم يسلكوا مسلك الفلاسفة الأساطين المتقدمين فإن أولئك كانوا يقولون بحدوث هذا العالم و كانوا يقولون إن فوق هذا العالم عالما آخر يصفونه ببعض ما و صف النبى صلى الله عليه و سلم به الجنة و كانوا يثبتون معاد الأبدان كما يوجد هذا فى كلام سقراط و تاليس و غيرهما من أساطين الفلاسفة و قد ذكروا أن أول من قال منهم بقدم العالم أرسطو
فصل
وهذه الألفاظ المحدثة المجملة النافية مثل لفظ ( المركب ( و ( المؤ لف ( و ( المنقسم ( و نحو ذلك قد صار كل من أراد نفي شيء مما أثبته الله لنفسه من الأسماء و الصفات عبر بها عن مقصوده فيتوهم من لا يعرف مراده أن المراد تنزيه الرب الذي و رد به القرآن و هو إثبات أحديته و صمديته و يكون قد أدخل في تلك الألفاظ ما رآه هو منفيا
__________