و كذلك إذا نزه نفسه عن أن يلد فيخرج منه مادة الولد التى هي أشرف المواد فلأن ينزه نفسه عن أن يخرج منه مادة غير الولد بطريق الأولى و الأخرى و إذا نزه نفسه عن أن يخرج منه مواد للمخلوقات فلأن ينزه عن أن يخرج منه فضلات لا تصلح أن تكون مادة بطريق الأولى و الأحرى و الإنسان يخرج منه مادة الولد و يخرج منه مادة غير الولد كما يخلق من عرقه و رطوبته القمل و الدود و غيرؤ ذلك و يخرج منه المخاط و البصاق و غير ذلك و قد نزه الله أهل الجنة عن أن يخرج منهم شيء من ذلك و أخبر الرسول صلى الله عليه و سلم أنهم لا يبولون و لا يتغوطون و لا يبصقون و لا يتمخطون و أنه يخرج منهم مثل رشح المسك و أنهم يجامعون بذكر لا يخفى و شهوة لا تنقطع و لا مني و لا منية و إذا إشتهى أحدهم الولد كان حمله و وضعه فى زمن يسير
فقد تضمن تنزيه نفسه عن أن يكون له و لد و أن يخرج منه شيء من الأشياء كما يخرج من غيره من الملخوقات و هذا أيضا من تمام معنى الصمد كما سبق فى تفسيره أنه الذي لا يخرج منه شيء و كذلك تنزيه نفسه عن أن يولد فلا يكون من مثله تنزيه له أن يكون من سائر المواد بطريق الأولى و الأحرى
و قد تقدم فى حديث أبي بن كعب أنه ليس شيء يولد إلا سيموت و

__________


الصفحة التالية
Icon