صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح ( أنه فى الأمم قبلكم محدثون فإن يكن فى أمتى أحد فعمر ( فعلق ذلك تعليقا فى أمته مع جزمه به فيمن تقدم لأن الأمم قبلنا كانوا محتاجين إلى المحدثين كما كانوا محتاجين إلى نبى بعد نبى و أما أمة محمد فأغناهم الله برسولهم و كتابهم عن كل ما سواه حتى أن المحدث منهم كعمر بن الخطاب رضي الله عنه إنما يؤخذ منه ما وافق الكتاب والسنة وإذا حدث شيئا فى قلبه لم يكن له أن يقبله حتى يعرضه على الكتاب والسنة وكذلك لا يقبله إلا أن وافق الكتاب والسنة وهذا باب واسع فى فضائل القرآن على ما سواه
والمقصود أن نبين أن مثل هذا هو من العلم المستقر فى نفوس الأمة السابقين والتابعين ولم يعرف قط أحد من السلف رد مثل هذا ولا قال لا يكون كلام الله بعضه أشرف من بعض فإنه كله من صفات الله و نحو ذلك إنما حدث هذا الإنكار لما ظهرت بدع الجهمية الذين إختلفوا في الكتب وجعلوه عضين
وممن ذكر ( تفضيل بعض القرآن على بعض فى نفسه ( أصحاب الشافعي وأحمد وغيرهما كالشيخ أبي حامد الإسفرائيني والقاضي أبى الطيب وأبى إسحاق الشيرازي وغيرهم ومثل القاضي أبي يعلى والحلوانى الكبير وإبنه عبدالرحمن وإبن عقيل