ولما كان إتخاذ القبور مساجد و بناء المساجد عليها محرما و لم يكن شيء من ذلك على عهد الصحابة و التابعين لهم بإحسان و لم يكن يعرف قط مسجد على قبر و كان الخليل عليه السلام في المغارة التى دفن فيها و هي مسدودة لا أحد يدخل إليها و لا تشد الصحابة الرحال لا إليه و لا الى غيره من المقابر لأن فى الصحيحين من حديث أبى هريرة و أبى سعيد رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام و المسجد الأقصى و مسجدي هذا ( فكان يأتى من يأتى منهم إلى المسجد الأقصى يصلون فيه ثم يرجعون لا يأتون مغارة الخليل و لا غيرها و كانت مغارة الخليل مسدودة حتى إستولى النصارى على الشام فى أواخر المائة الرابعة ففتحوا الباب و جعلوا ذلك المكان كنيسة ثم لما فتح المسلمون البلاد إتخذه بعض الناس مسجدا و أهل العلم ينكرون ذلك و الذى يرويه بعضهم في حديث الإسراء أنه قيل للنبى صلى الله عليه و سلم هذه طيبة أنزل فصل فنزل فصلى هذا مكان أبيك أنزل فصل كذب موضوع لم يصل النبى صلى الله عليه و سلم تلك الليلة إلا فى المسجد الأقصى خاصة كما ثبت ذلك فى الصحيح و لا نزل إلا فيه
و لهذا لما قدم الشام من الصحابة من لا يحصى عددهم إلا الله

__________


الصفحة التالية
Icon