و فيه نزل عليه الوحي أولا و كان هذا مكان يتعبدون فيه قبل الإسلام فإن حراء أعلى جبل كان هناك فلما جاء الإسلام ذهب النبى صلى الله عليه و آله و سلم الى مكة مرات بعد أن أقام بها قبل الهجرة بضع عشرة سنة و مع هذا فلم يكن هو و لا أصحابه يذهبون الى حراء
ولما حج النبى صلى الله عليه و سلم إستلم الركنين اليمانيين و لم يستلم الشاميين لأنهما لم يبنيا على قواعد إبراهيم فإن أكثر الحجر من البيت و الحجر الأسود إستلمه و قبله و اليمانى إستلمه و لم يقبله و صلى بمقام إبراهيم و لم يستلمه و لم يقبله فدل ذلك على أن التمسح بحيطان الكعبة غير الركنين اليمانيين و تقبيل شيء منها غير الحجر الأسود ليس بسنة و دل على أن إستلام مقام إبراهيم و تقبيله ليس بسنة و إذا كان هذا نفس الكعبة و نفس مقام إبراهيم بها فمعلوم أن جميع المساجد حرمتها دون الكعبة و أن مقام إبراهيم بالشام و غيرها و سائر مقامات الأنبياء دون المقام الذي قال الله فيه ( ^ و اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ^
فعلم أن سائر المقامات لا تقصد للصلاة فيها كما لا يحج الى سائر المشاهد و لا يتمسح بها و لا يقبل شيء من مقامات الأنبياء و لا المساجد و لا الصخرة و لا غيرها و لا يقبل ما على و جه الأرض إلا الحجر الأسود

__________


الصفحة التالية
Icon