وكان قد أقام بالمدينة وهؤلاء الذين كانوا يريدون القتال وكانوا مشغولين ببعض مصالح المسلمين الذين هم فيها في الجهاد
وأيضا أهل السفينة وطلحة والزبير وعثمان لم يكونوا كغيرهم والقتال لم يكن لأجل الغنيمة فليست الغنيمة كمباح اشتراك في ناس مثل الإحتشاش والإحتطاب والإصطياد فإن ذلك الفعل مقصوده هو اكتساب المال بخلاف الغنيمة بل من قاتل فيها لأجل المال لم يكن مجاهدا في سبيل الله ولهذا لم تبح الغنائم لمن قبلنا وابيحت لنا معونة على مصلحة الدين
فالغنائم أبيحت لمصلحة الدين وأهله فمن كان قد نفع المجاهدين بنفع استعانوا به على تمام جهادهم جعل منهم وإن لم يحضر ولهذا قال النبي المسلمون يد واحدة يسعى بذمتهم أدناهم ويرد متسريهم على قاعدهم فإن المتسري إنما تسري بقوة القاعد فالمعاونون للمجاهدون من المجاهدون ولبسط هذه الأمور موضع آخر
والمصود هنا ذكر متابعة النبي وهو أنه يعتبر فيه متابعته في قصده فإذا قصد مكانا للعبادة فيه كان قصده لتلك

__________


الصفحة التالية
Icon