يعدل بين خصمين فى ميراث بعض الأموات
المجلد
و أيضا فالخبر يتضمن العلم بالمخبر به و الأمر يتضمن طلبا و إرادة للمأمور به و إن لم يكن ذلك إرادة فعل الأمر و الله تعالى أمر العباد بما أمرهم به و لكن أعان أهل الطاعة فصار مريدا لأن يخلق أفعالهم و لم يعن أهل المعصية فلم يرد أن يخلق فعالهم فهذه الإرادة الخلقية القدرية لا تستلزم الأمر و اما الإرادة بمعنى أنه يجب فعل ما أمر به و يرضاه إذا فعل و يريد من المأمور أن يفعله من حيث هو مأمور فهذه لابد منها فى الأمر و لهذا أثبت الله هذه الإرادة فى الأمر دون الأولى و لكن فى الناس من غلط فنفى الإرادة مطلقا و كلا الفريقين لم يميز بين الإرادة الخلقية و الإرادة الأمرية و القرآن فرق بين الإرادتين فقال فى الأولى ( ^ فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام و من يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا ^ ( و قال نوح و لا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم ( و قال ( و لو شاء الله ما إقتتلو و لكن الله يفعل ما يريد ( و قال ( و لولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ( و لهذا قال المسلمون ما شاء الله كان و ما لم يشا لم يكن و قال في الثانية ( يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر ( و قال ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا ( و قال ( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج و لكن يريد ليطهركم و ليتم نعمته عليكم (