كلام الله و هو غير مخلوق
أما كونه لا يفضل بعضه على بعض فهذا القول لم ينقل عن أحد من سلف الأمة و أئمة السنة الذين كانوا أئمة المحنة كأحمد بن حنبل و أمثاله و لا عن أحد قبلهم و لو قدر أنه نقل عن عدد من أئمة السنة لم يجز أن يجعل ذلك إجماعا منهم فكيف إذا لم ينقل عن أحد منهم و إنما هذا نقل لما يظنه الناقل لازما لمذهبهم فأما كان مذهب أهل السنة أن القرآن من صفات الله لا من مخلوقات الله و ظن هذا الناقل أن التفاضل يمتنع في صفات الخالق نقل إمتناع التفاضل عنهم بناء على هذا التلازم
و لكن يقال له أما المقدمة الأولى فمنقوله عنه بلا ريب و أما المقدمة الثانية و هي ان صفات الرب لا تتفاضل فهل يمكنك أن تنقل عن حد من السلف قولا بذلك فضلا عن أن تنقل إجماعهم على ذلك ما علمت أحدا يمكنه أن يثبت عن أحد من السلف أنه قال ما يدل على هذا المعنى لا يهذا اللفظ و لا بغيره فضلا عن أن يكون هذا إجماعا و لكن إن كان قال قائل ذلك و لم يبلغنا قوله فالله أعلم لكن الذي أقطع به و يقطع به كل من له خبرة بكلام السلف أن القول بهذا لم يكن مشهورا بين السلف و لا قاله و احد و إشتهر قوله عند الباقين فسكتوا عنه و لا هو معروف فى الكتب التى نقل

__________


الصفحة التالية
Icon