قال و قد أجمع أهل السنة على أن القرآن صفة من صفات الله لا من صفة خلقه قال و إنما أوقعهم فى تأويل ذلك قوله تعالى ( ! ٢ < نأت بخير منها أو مثلها > ٢ ! ( و لا يخلو معنى ذلك من أحد و جهين إما أن تكون الناسخة خيرا من المنسوخة فى ذاتها و إما أن تكون خيرا منها لمن تعبد بها إذ محال أن يتفاضل القرآن فى ذاته على ما ذهب إليه أهل السنة و الإستقامة إذ كل من عند الله لأن القرآن العزيز صفة الله و أسماء الله و صفاته كلها متوافرة في الكمال متناهية إلى غاية التمام لا يلحق شيئا منها نقص بحال فلما إستحال أن تكون آية خيرا من آية فى ذاتها علمنا أن المراد بخير منها إنما هو للمتعبدين بها لم ينقل عباده من تخفيف إلى تثقيل و لكنه نقلهم بالنسخ من تحريم إلى تحليل و من إيجاب إلى تخيير و من تطهير إلى تطهير و الشاهد لنا قوله ( ^ يريد الله أن يخفف عنكم و خلق الإنسان ضعيفا ^ (
فيقال أما قول القائل ( لولا عذر الجهالة لحكم على مثبت المفاضلة بالكفر ( فهم يقابلونه بمثل ذلك و حجتهم أقوى و ذلك لأن الكفر حكم شرعي و إنما يثبت بالأدلة الشرعية و من أنكر شيئا لم يدل عليه الشرع بل علم بمجرد العقل لم يكن كافر و إنما الكافر من أنكر ما جاء به الرسول و معلوم أنه ليس فى الكتاب و السنة نص يمنع تفضيل بعض كلام الله على بعض بل و لا يمنع تفاضل صفاته