قوله ﴿سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ﴾ وفى يس ﴿وَسَوآءٌ عَلَيْهِمْ﴾ بزيادة واو، لأَن ما فى البقرة جملة هى خبر عن اسم إِنَّ، وما فى يس جملة عُطِفت على جملةٍ.
قولُه ﴿آمَنَّا بالله وباليوم الآخر﴾ ليس فى القرآن غيره [و] تكرار العامل مع حرف العطف لا يكون إِلاَّ للتأكيد، وهذا حكاية كلام المنافقين وهم أَكَّدوا كلامهم، نَفْياً للرِيبة، وإِبعادا للتُّهمة. فكانوا فى ذلك كما قيل: كاد المُرِيب أَن يقول خذونى. فنفى الله عنهم الإِيمان بأَوكد الأَلفاظ، فقال: ﴿وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِين﴾ ويكثر ذلك مع النفى. وقد جاءَ فى القرآن فى موضعين: فى النّساء ﴿وَلاَ يُؤْمِنُونَ بالله وَلاَ باليوم الآخر﴾، وفى التوبة ﴿قَاتِلُواْ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالله وَلاَ باليوم الآخر﴾.
قوله ﴿يَاأَيُّهَا الناس اعبدوا رَبَّكُمُ﴾ ليس فى القرآن غيره؛ لأَنَّ العبادة فى الآية التوحيد، والتوحيد فى أَول ما يلزم العبدَ من المعارف. وكان هذا أَول خطاب خاطب اللهُ به الناس، ثم ذكر سائر المعارف، وبنى عليه العبادات فيما بعدها من السُور والآيات.
قوله ﴿فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ﴾ بزيادة (مِن) هنا، وفى غير هذه السورة بدون (من) لأَن (مِن) للتبعيض، وهذه السورة سَنَام القرآن،


الصفحة التالية
Icon