قوله: ﴿فَسَجَدَ الملائكة كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ﴾ فى هذه السّورة، وفى ص؛ لأَنَّه لمّا بالغ فى السّورتين فى الأَمر بالسّجود وهو قوله: ﴿فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِيْنَ﴾ فى السّورتين بالغ فى الامتثال فيهما فقال: ﴿فَسَجَدَ الملائكة كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ﴾ ليقع الموافقة بين أُولاها وأُخراها. وتمام قصّة آدم وإِبليس سبق.
قوله هنا لإِبليس: ﴿اللَّعْنَةُ﴾ وقال فى ص ﴿لَعْنَتِي﴾ لأَنَّ الكلام فى هذه السّورة جَرَى على الجنس فى أَوّل القصّة فى قوله: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان﴾ ﴿والجآن خَلَقْنَاهُ﴾ ﴿فَسَجَدَ الملائكة كُلُّهُمْ﴾ لذلك قال: ﴿اللَّعْنَةُ﴾ وفى ص تقدّم ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾ فختم بقوله ﴿لَعْنَتِي﴾.
قوله: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ﴾ وزاد فى هذه السّورة ﴿إِخْوَاناً﴾ لأَنَّها نزلت فى أَصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلَّم، وما سواها عامّ فى المؤمنين.
قوله فى قصّة إِبراهيم: ﴿فَقَالُواْ سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ﴾ لأَن هذه السّورة متأَخرة، فاكْتُفى بما فى هود؛ لأَنَّ التَّقدير: فقالوا: سلاماً، قال: سلام، فما لبث أَن جاءَ بعجل حنيذ، فلما رأَى أَيديَهم لاتصل إِليه نكِرهم وأَوجس منهم خيفة، قال: إنا منكم وجلون. فحذف للدّلالة عليه.