الظلم والنظر والظلّ وظلّ وجهه والظفر والعظم والوعظ، فلم يجمع بينهما فى جملتين معقودتين عَقْد كلام واحد، وهو لَوْ وجوابُه.
قوله: ﴿فَأَحْيَا بِهِ الأرض بَعْدَ مَوْتِهَآ﴾ وفى العنكبوت: ﴿مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَآ﴾ وكذلك حذف (من) من قوله: ﴿لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً﴾ وفى الحج ﴿مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً﴾ فحذف (من) فى قوله: ﴿بَعْدِ مَوْتِهَآ﴾ موافقة لقوله: ﴿بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً﴾ وحذف (من) فى قوله: ﴿بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً﴾ لأَنه أَجمل الكلام فى هذه السورة، فقال: ﴿والله خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ﴾ وفصّله فى الحجّ فقال: ﴿فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ﴾ إِلى قوله: ﴿وَمِنكُمْ مَّن يتوفى﴾ فاقتضى الإِجمال الحذفَ، والتفصيل الإِثباتَ. فجاءَ فى كل سورة ما اقتضاه الحال.
قوله: ﴿نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهِ﴾ وفى المؤمنين ﴿فِي بُطُوْنِهَا﴾ لأَن فى هذه السورة يعود إِلى البعض وهو الإِناث لأَن اللبن لا يكون للكل. فصار تقدير الآية: وإِن لكم فى بعض الأَنعام، بخلاف ما فى المؤمنين، فإِنه لمّا عطف ما يعود على الكل ولا يقتصر على البعض - وهو قوله: ﴿وَلَكُمْ فيِهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَعَلَيْهَا﴾ لم يحتمل أَن يكون المراد البعض، فأنَّث حملا على الأَنْعام، وما قيل: إِن (الأَنعام) هاهنا بمعنى النعم لأَن الأَلف واللام يُلحِق الآحادَ بالجمع والجمعَ بالآحاد حسنٌ؛ إِلا أَن الكلام وقع فى التخصيص. والوجه ما ذكرت. والله أَعلم.