بصيرة فى الأم
وهى لغةً: بإِزاءِ الأب. وهى الوالدة القريبة الَّتى ولدته، والبعيدة التى ولدت مَن ولدته. ولهذا قيل لحوّاءَ: هى أُمّنا، وإِن كان بيننا وبينها وسائط. ويقال لكلّ ما كان أَصلاً لوجود الشَّئ، أَوْ تربيته، أَو إِصلاحه أَو مبدئه: أُمّ. قال الخليل: كل شئ ضُمّ إِليه سائر ما يليه يُسمّى أُمّا. ويقال: أُمّ وأُمّة، الجمع أُمَّات وأُمّهات. وقيل: الأُمّات للبهائم، والأُمّهات لبنى آدم. والهاءُ فيه زائدة. ولا يوجد هاء مَزِيدة فى وسط الكلمة أَصلاً إِلاَّ فى هذه الكلمة، قال:
رُزئت بأَمّ كنت أَحيا برُوحها | وأَستدفع البلْوى واستكشف الغُمم |
وما الأُمّ إِلا أُمّة فى حياتها | وأُمّ إِذا ماتت وما الأُمّ بالأَمَمْ |
من الأَمر ما للناس جُرّعت فقدها | ومن يبك أُمّا لم تُذَمْ قط لا يُذَمّ |
الأَوّل: بمعنى نفس الأَصل: ﴿هُنَّ أُمُّ الكتاب﴾ أَى أَصل الكتاب.
الثانى: بمعنى المرجع والمأْوى: ﴿فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾ أَى مسكنه النار.
الثالث: بمعنى الوالدة: ﴿فَرَجَعْنَاكَ إلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها﴾.
الرّابع: بمعنى الظِئْر ﴿وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ﴾.