بصيرة فى الايمان
وقد ورد فى التنزيل على خمسة أَوجه:
الأَوّل: بمعنى إِقرار اللِّسان: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُواّ ثُمَّ كَفَرُوا﴾ أَى آمنوا باللسان، وكفروا بالجَنَان.
الثَّانى: بمعنى التصديق فى السرّ والإِعلان: ﴿إِنَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات أولائك هُمْ خَيْرُ البرية﴾.
الثالث: بمعنى التوحيد وكلمة الإِيمان: ﴿وَمَن يَكْفُرْ بالإيمان فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ﴾ أَى بكلمة التَّوحيد.
الرّابع: إِيمان فى ضمن شرك المشركين أُولى الطُّغيان: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بالله إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ﴾. وقولنا: إِيمان فى ضمن الشِّرك هو معنى ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ الله﴾.
الخامس: بمعنى الصّلاة: ﴿وَمَا كَانَ الله لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾.
قال أَبو القاسم: الإِيمان يستعمل تارة اسماً للشريعة الَّتى جاءَ بها محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم: ﴿إِنَّ الذين آمَنُواْ والذين هَادُواْ﴾ ويوصف به كلُّ مَنْ دخل فى شريعته، مقرّا بالله وبنبوّته. وتارة يستعمل على سبيل المدح،


الصفحة التالية
Icon