بصيرة فى الاستحياء
وقد ورد فى القرآن على ثلاثة أَوجه:
الأَوّل: بمعنى الاستبقاءِ للخدمة: ﴿وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ﴾ أَى يستبقونهنّ للخدمةِ.
الثانى: بمعنى التَّرك والإِعراض: ﴿إِنَّ الله لاَ يَسْتَحْى أَن يَضْرِبَ مَثَلاً﴾ أَى لا يترك.
الثالث: بمعنى استعمال الحياءِ. وهو لغة: انقباض النَّفْس عن القبيح وتركه: يقال حي فهو حَيّ، واستحيا فهو مُسْتَحىٍ. وقيل: استحَى فهو مُسْتَح. وفى الحديث "إِنَّ الله يستحْي من ذى الشَّيبَة المُسلم أَن يعذَّبه" وليس المراد به: انقباض النَّفس، وإِنَّما المراد به: تركُ تعذيبه. وعلى هذا ما يروى (إِنَّ الله حيُّ) أَى تارك للمقابح، فاعل المحاسن. وفى الحديث "إِذا لم تستحْىِ فاصنع ما شتئت" وقال:
إِذا لم تخش عاقبة الليالى | ولم تستحْىِ فاصنع ما تشاءُ |
فلا والله ما فى العيش خير | ولا الدّنيا إِذا ذهب الحياءُ |
يعيشُ المرءُ ما استحيا بخير | ويبقى العُودُ ما بقِى اللِّحَاءُ |