بصيرة فى البصيرة
وهى قوّة القلب المدركة. ويقال لها: بَصَر أَيضاً: قال الله - تعالى -: ﴿مَا زَاغَ البصر وَمَا طغى﴾ وجمع البصر أَبصار، وجمع البصيرة بصائر. ولا يكاد يقال للجارحة الناظرة بصيرة؛ إِنما هى بَصَرٌ؛ نحو ﴿كَلَمْحٍ بالبصر﴾ ويقال للقوّة الَّتى فيها أَيضاً: بَصَر. ويقال منه: أَبصرت، ومن الأَوّل: أَبصرته، وبَصُرت به. وقلَّما يقال فى الحاسّة إِذا لم تضامّه رُؤية القلب: بَصُرت. ومنه ﴿أَدْعُو إلى الله على بَصِيرَةٍ﴾ أَى على معرفة وتحقُّق. وقوله: ﴿بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ﴾ أَى عليه من جوارحه بصيرة، فتبصّره وتشهد عليه يوم القيامة. وقال الأَخفش: جعله فى نفسه بصيرة؛ كما يقال: فلان جُود وكرم. فههنا أَيضا كذلك؛ لأَنَّ الإنسان ببديهة عقله يعلم أَن ما يقرّبه إِلى الله هو السّعادة، وما يبعده عن طاعته الشقاوة.