بصيرة فى بسر
البَسْر فى الأَصل: الاستعجال بالشئِ قبل أَوانه. وبَسَر الرّجُل حاجتَه: طلبها فى غير أَوانها، (والفحل الناقة: ضربها فى غير أَوانها) قبل الضبَعة. وَمَاءٌ بَسْر: متناول من غديره قبل سكونه. ومنه قيل لِمَا [لم] يدرك من التمر: بُسْر.
وقوله - تعالى -: ﴿ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ﴾ أَى أَظهر العبوس قبل أَوانه، وفى غير وقته. فإِن قيل: فقوله - تعالى -: ﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ﴾ ليس يفعلون ذلك قبل الوقت، وقد قلت: إِن ذلك يقال فيما كان قبل وقته، [قيل: إِن ذلك إِشارة إِلى حالهم قبل الانتهاءِ بهم إِلى النار. فخص لفظ البسر تنبيها أَن ذلك مع ما ينالهم من بَعْدُ يجرى مجرى التكلُّف، ومجرى ما يفعل قبل وقته]. ويدلّ على ذلك قوله عز وجل: ﴿تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ﴾.


الصفحة التالية
Icon