بصيرة فى البواء
وأَصله: مساواة الأَجزاءِ فى المكان، خلافُ النُبوّ الَّذى هو منافاة الأَجزاءِ. ويقال: مكان بَوَاءٌ: إِذا لم يكن نابيا بنازِلِه. وبوّأْت له مكاناً: سوّيته. وتبوّأَ المكان: حلَّه، وأَقام به. قال - تعالى -: ﴿تَبَوَّءُوا الدار والإيمان﴾ وفى الحديث: "مَنْ كذب على متعمّداً فليتبوّأْ مقعدَه من النَّار" ويستعمل البَوَاءُ فى مراعاة التكافؤ فى المصاهرة، والقصاص، فيقال: فلان بوَاءٌ بفلان: إِذا ساواه.
وقوله - تعالى -: ﴿وَبَآءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ الله﴾ أَى حَلّوا متبوَّأً، ومعهم غضب الله، أَى عقوبتُه. وقوله: (بغضب) فى موضع الحال، نحو خرج بسيفه، لا مفعول، نحو مرّ بزيد. واستعمال (باءَ) تنبيه أَنَّ مكانه الموافق يلزمه فيه غضبُ الله، فكيف غيره من الأَمكنة. وذلك على حدّ ما ذكره فى ﴿فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾. وقوله: ﴿إني أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ﴾ أَى تقيم بهذه الحالة.


الصفحة التالية
Icon