بصيرة فى التقوى
وهى مشتقَّة من الوِقَايَة، وهى حفظ الشئِ ممّا يؤذيه، ويضرّه. يقال: وقاه وَقْياً ووِقاية وواقية: صانه. والتَّوقية: الكلاءَة، والحفظ. وقيل: الأَصل فيها وِقاية النِّساءِ الَّتى تستُر المرأَةُ بها رأْسها، تقيها من غبار، وحرّ، وبرد. والوِقاية: ما وقيت به شيئاً. ومن ذلك فرس واق: إِذا كان يَهاب المشىَ من وجَعٍ يجده فى حافره. فأَصل تقوى: وَقَوى، أَبدلت الواو تاءً؛ كتراث، وتجاه. وكذلك اتَّقى يتَّقى أَصله: اوتقى، على افتعل. فقلبت الواو يَاءً، لانكسار ما قبلها، وأُبدلت منها التَّاءُ، وأُدغمت. فلمّا كثر استعماله على لفظ الافتعال توهَّموا أَنَّ التَّاءَ من نفس الكلمة، فجعلوه تَقَى يَتَقى، بفتح التَّاءِ فيها. ثمّ لم يجدوا له مثالاً فى كلامهم يلحقونه به، فقالوا: تَقَى يَتْقِى مثل قضى يقضى. وتقول فى الأَمر: تَقِ، و (فى المؤنَّث) تَقِى. ومنه قوله:
زيادَتنا نعمانُ لا تقطعنها | تق الله فينا والكتاب الذى تتلو |