وقوله ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ﴾ أَى آثامهم الَّتى تثبّطهم وتثقِّلهم عن الثواب.
وقوله تعالى: ﴿انفروا خِفَافاً وَثِقَالاً﴾ أَى شَبَاباً وشيوخاً، أَو فقراء وأَغنياء. وقيل: عَزَباً ومتأَهِّلاً. وقيل: نِشَاطاً وكُسَالَى. وكلّ ذلك يدخل فى عمومها؛ فإِنَّ القصد بالآية الحثّ على النَّفْر على كلّ حال يسهل أَو يصعب. وقوله تعالى ﴿فأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ﴾ الآيتين، إِشارةٌ إِلى كثرة الخيرات وقلَّتها.
والثَّقَلان: الإِنس والجنّ لكثرتهم.
والثقيل والخفيف يستعملان على وجهين:
أَحدهما: على سبيل المضايفة وهو أَلاَّ يقال: الشئ ثقيل أَو خفيف إِلاَّ باعتباره بغيره ولهذا يصحّ للشئِ الواحد أَن يقال له: خفيف إِذا اعتُبر به ما هو أَثقل منه، وثقيل إِذا اعتبر به ما هو أَخفُّ منه.
والثَّانى: أَن يستعمل الثقيل فى الأَجسام المُرجَحِنِّة إِلى أَسفل كالحجر والمَدَر، والخفيفُ فى الأَجسام المائلة إِلى الصّعُودِ كالنَّار والدُّخَان. ومن هذا قوله تعالى ﴿اثاقلتم إِلَى الأرض﴾.