بصيرة فى الحجاب
[هو] اسم على زنة فِعالٍ وجمعه حُجُب ككتاب وكتبٍ. وهو ما يَمنع عن الوصول. وحجاب الجَوف: ما يحجب عن الفؤاد. وفى الحديث: إِنَّ لله بين العرش والكرسىّ سبعين أَلف حجاب غِلَظ كلَّ حجاب كغلظ سبع سماوات وسبع أَرضين، من الحجاب إِلى الحجاب كما بين السّماءِ السّابعة إِلى الأَرض السّابعة فسبحان مَن هو بالمنظر الأَعلى.
وقد ورد الحجاب فى القرآن على خمسة أَوجه:
الأَوَّل: بمعنى الجَبَل الَّذى تحتجب به الشمس آخر النَّهار ﴿حتى تَوَارَتْ بالحجاب﴾ أَى الجبل.
الثَّانى بمعنى: السِّتر الشِّرعى ﴿فاسألوهن مِن وَرَآءِ حِجَابٍ﴾.
الثالث بمعنى: قصور درجة النبوّة عن درجة الرّسالة بالإِضافة إِلى حضرة الرّبوبية ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ الله إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ﴾.
الرَّابع بمعنى: الأَعراف للسّور الَّذى بين الجنَّة والنَّار ﴿وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأعراف رِجَالٌ﴾ قيل: ليس المراد بالحَجْب ما يحجب النَّظر وإِنَّما المراد ما يمنع وصول لذَّة الجنَّة إِلى أَهل النَّار وأَذيَّة أَهل النار إِلى أهل الجنَّة كقوله تعالى ﴿فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ﴾ الآية.