بصيرة فى الحشر
وهو إِخراج الجماعة عن مَقَرّهم وإِزعاجُهم عنه إِلى الحرب وغيرها. ورُوى عن النبىّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ أَنَّه قال فى حجّة الوداع: "النِّسَاءُ لا يُعْشَرن ولا يُحشرن". وذُكِر له معنيان، أَحدهما: أَنَّهنّ لا يُحشرن إِلى المصدّق ولكن يؤخذ منهنّ الصّدقة بمواضعهنَّ. والثَّانى: أَنَّهنّ لا يُحشَرْن إِلى المغازى ولا يضرب عليهنّ البُعُوث. وهذا هو القول، لأَن القول الأَوّل يستوى فيه الرّجال والنِّسَاءُ. وأَصل الحشر الجمع، حشرت الناس أَحشُرهم وأَحشِرهم أَى جمعتهم، ومنه يوم الحشر.
وقوله تعالى: ﴿لأَوَّلِ الحشر﴾ قيل هو الجلاءُ. وذلك [أَن] بنى النَّضير أَوّل مَن أُخرِج من ديارهم وأُجْلوا. وقيل: هو أَوّل حشرٍ إِلى الشام، ثمّ يحشر النَّاس إِليها يوم القيامة. وقوله تعالى: ﴿وَإِذَا الوحوش حُشِرَتْ﴾ قال عكرمة: حَشْرها موتها. الأَزهرى وأَكثر المفسرين قالوا: تحشر الوحوش كلّها، والدّوابّ حتى الذُّباب تحشر للقِصَاص. والمَحْشَر والمَحْشِر - بفتح الشِّين وكسرها - موضع الحشر، والكسر أَفصح، كذا فى العباب.
وقد ورد الحشر فى القرآن على وجهين:
الأَوّل: الجمع ﴿وَإِذَا الوحوش حُشِرَتْ﴾ أَى جُمعت ﴿وَحَشَرْنَاهُمْ﴾ أَى جمعناهم.