بخلا. والحَصِير عِرْق يَمتدّ معترضاً على جَنْب الدَّابة إِلى ناحية بطنها. وقول النبىّ صلَّى الله عليه وسلَّم "تُعرض الفتنُ على القلوب عَرْض الحصير" فسّره أَهلُ الحديث فقالوا: الحصير كلّ ما نسج من جميع الأَشياءِ لأَنَّ بعضه نسج ببعض، سَدَاه بلُحمته. وقالوا: المراد من هذا أَنَّ الحَصِيرَ ثوب مزخرف مَوْشِىّ حَسَن إِذا نُشر أَخذتِ القلوبَ مآخِذُه لحسن وشْيه وصنعته، وكذلك الفتنة تزيّن للناس وتزخرف، وعاقبة ذلك إِلى غرور. قال:
فليت الدّهر عاد لنا جديداً | وعُدْنا مثلنا زمن الحصير |
وقوله تعالى: ﴿وَسَيِّداً وَحَصُوراً﴾ قيل: الحصور: الَّذى لا يأْتى النِّساءَ، إِمّا من العُنَّةِ، وإِمَّا من العِفَّة والاجتهاد فى إِزالة الشهوة، والثانى أَظهر فى الآية لأَن بذلك يستحق الرّجلُ المحْمِدة. والحَصُور أَيضاً: المجبوب. والحصُور أَيضاً الضَّيّق البخيل كالحَصِر. والحصْر والإِحصار: المنع عن طريق البيت. والإِحصارُ يقال فى المنع الظَّاهر كالعدوّ، والمنعِ الباطن كالمرض، والحصْر لا يقال إِلاَّ فى المنع الباطن. وقوله تعالى: ﴿فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ﴾ محمول على الأَمرين، وكذلك قوله تعالى: ﴿لِلْفُقَرَآءِ الذين أُحصِرُواْ﴾ وقوله: ﴿حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ﴾ أَى ضاقت بالبخل والجُبْن، وعبّر عنه بذلك كما عُبّر [عنه] بضيق الصدر، وعن ضدّه بالبرّ والسّعة.