﴿وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ﴾ أَى حافظ لأَعمالهم، أَو بمعنى مفعول أَى محفوظ لا يَضِيع، كقوله تعالى: ﴿عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنسَى﴾.
والحَفَظَة، الملائكة الَّذين يكتبون أَعمال بنى آدم، وجمع الرّجل الحافظ الحافظون والحُفَّاظ والحَفَظَة. والحفيظ: الموكِّل بالشئ يحفظه. والحفيظ فى صفات الله تعالى: الَّذى لا يَعْزُب عنه مثقالُ ذَرَّة فى الأَرض ولا فى السّماءِ، وقد حفظ على عباده ما يعملون من خير وشرّ، وقد حفظ السماوات والأَرض ﴿وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا﴾. والحِفاظ المحافظة على العهد، والوفاء بالعَقْد، والتَّمسّك بالودّ. والحِفاظ أَيضاً أَن يحفظ كلّ واحد الآخر. وقوله تعالى: ﴿والذين هُمْ على صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ فيه تنبيه أَنَّهم يحفظون الصّلاة بمراعاة أَوقاتها، ومراعاة أَركانها، والقيام بها فى غاية ما يكون من الطَّوق، وأَنَّ الصّلاة تحفظهم الحفظ الَّذى نبّه عليه فى قوله: ﴿إِنَّ الصلاة تنهى عَنِ الفحشآء والمنكر﴾.
وأَهل الحفِيظة والحفائظ هم المحامون من وراءِ إِخوانهم، المتعاهدون لعوْراتهم، الذابّون عنها. والتحفُّظ هو قلَّة الغَفْلة. وحقيقته إِنَّما هو تكلُّف الحفظ لضعف القوّة الحافظة. والحفيظةُ: الغَضَب الَّذى يَحمل على المحافظة