﴿قَدْ أَفْلَحَ المؤمنون. الذين هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾، وقال تعالى: ﴿وَخَشَعَتِ الأصوات للرحمان﴾ أَى سكنتْ وذلت وخضعت. ورأَى النبىُّ صلّى الله عليه وسلَّم رجلاً يَعْبَثُ بلحيته فى الصّلاة فقال: "لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه" وكان بعض الصّحابة يقول: أعوذ بالله من خشوع النِّفاق فقيل: ما خشوع النفاق؟ فقال: أن يرى البدن خاشعاً والقلب غير خاشعٍ. وقال حذيفة: أوّل ما تفقدون من دينكم الخشوعُ، ويوشك أَن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيهم خاشعاً. وقال سهل: مَنْ خشع قلبه لم يقرُبْ منه الشيطان. قال عبد الله بن المعمار:
رقة فى الجَنَان فيها حياءٌ | فيهما هَيْبَةٌ وذاك خشوعُ |
ليس حال ولا مقام وإِنْ فا | ضَتْ عليه من العيونِ دموع |