قيل: فاحسَب أَنَّ ههنا مبدعين وموجِدين فالله تعالى أَحسنهم إِيجاداً على ما يعتقدون، كما قال: ﴿خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الخلق عَلَيْهِمْ﴾. وقوله تعالى: ﴿وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ الله﴾ قيل: هو إِِشارة إِلى ما يشوِّهونه من الخِلْقة بالخِصاءِ ونَتْف اللِّحية وما يجرى مجراه. وقيل: معناه يغيّرون حكمه. وقوله: ﴿لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله﴾ إِشارة إِلى ما قدّره وقضاه. وقيل: معنى لا تبديل نهى: لا تغيّروا خلقة الله. وقوله: ﴿وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ﴾ كناية عن فروج النساءِ.
وكلّ موضع استعمل فيه الخَلْق فى وصف الكلام فالمراد به الكذب. ومن هذا الوجه امتنع كثير من الناس من إِطلاق لفظ الخَلْق على القرآن وعلى هذا قوله: ﴿إِنْ هاذا إِلاَّ خُلُقُ الأولين﴾ وقوله: ﴿مَا سَمِعْنَا بهاذا فِى الملة الآخرة إِنْ هاذا إِلاَّ اختلاق﴾.
والخَلْق فى معنى المخلوق. والخَلْق والخُلْق فى الأَصل واحد. كالشَّرب والشُّرْب والصَّرم وَالصُّرْم، ولكن خُصّ الخَلْق بالهيئات والأَشكال والصّور