بصيرة فى الدرج
الدَّرَجة نحوُ المنزلة، لكن يقال للمنزلة، دَرَجة إِذا اعتُبرتْ بالصّعود دون الامتداد على البسيطة كدرجة السّطح والسُّلَّم. ويعبّر بها عن المنزلة الرّفيعة. قال تعالى: ﴿وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ تنبيهاً لرفعة منزلة الرجال عليهنّ فى العقل والسّياسة ونحوِ ذلك من المشار إِليه بقوله تعالى: ﴿الرجال قَوَّامُونَ عَلَى النسآء﴾ وقال تعالى: ﴿هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ الله﴾ أَى ذَوُو درجاتٍ. ودرجات النجوم تشبيهاً بما تقدّم وهى ثلاثمائة وستون درجة لأَنهم قسّموا الفلك ثلاثمائة وستِّين قسماً، ووزعوه على اثنى عشر بُرجاً، كلّ بُرْجٍ ثلاثون درجة، كل درجة ستون دقيقة، كل دقيقة ستُّون ثانيةً، كلَّ ثانية ستُّون ثالثة، [و] هكذا إِلى العاشرة. ولا يجئُ فى الحساب أَكثر من هذا. والفعل من هذه المادة درج يدرج دُرُوجاً فهو دارج أَى صعد.
والإِدراج: لفّ شئ فى شئ يقال أُدرج فلان فى أَكفانه. ودَرَّجهُ فى الأَمر تدريجاً أَى جَرّه إِليه قليلاً قليلاً. واستدرج الله المرء: جَرُّه قليلاً قليلاً إِلى العذاب. قال تعالى: ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ كلما جدّدوا خطيئة جدّدنا لهم نعمة وأَنسيناهم شكر النِّعمة واستغفار الذَّنب.


الصفحة التالية
Icon