وقوله: ﴿فَخَرَجَ على قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ﴾ هى الزينة الدّنيوية: من الأَثاث والمال والجاه.
وقد نسب الله - تعالى - تزيين الأَشياءِ إِلى نفسه فى مواضع، وإِلى الشيطان فى مواضع، وفى أَماكن ذكره غير مُسَمَّى فاعلُه. قال - تعالى - فى الإِيمان: ﴿وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾، وفى الكفر: ﴿زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ﴾. وممّا نسبه إِلى الشيطان: ﴿وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشيطان أَعْمَالَهُمْ﴾. ممّا لم يسمَّ فاعله: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشهوات﴾، ﴿وكذلك زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ المشركين قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ﴾ أَى زَيّنَهُ شركاؤهم.
وقوله: ﴿وَزَيَّنَّا السمآء الدنيا بِمَصَابِيحَ﴾، ﴿إِنَّا زَيَّنَّا السمآء الدنيا بِزِينَةٍ الكواكب﴾، ﴿وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ﴾ إِشارة إِلى الزِّينة المدرَكة بالبصر للخاصّة والعامّة، وإِلى الزينة المعقولة الَّتى تعرفها الخاصّة، وذلك إِحكامها وسيرها.