بصيرة فى السفه والسفر والسقط
السّفَه: خِفَّة فى البَدَن. ومنه قيل: زمامٌ سفيه، أَى كثير الاضطراب، وثوبٌ سفِيه: مُهلهَل ردىء النَّسْج. واستعمل فى خفَّة النَّفْس لنقصان العقل فى الأُمور الدّنيويّة والأُخرويّة، فقيل: سَفِه نفسَه، وأَصله سفِه نفسُه، فصُرِف عنه الفعل نحو: ﴿بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا﴾، قال تعالى في السّفه الدَنيوىّ: ﴿وَلاَ تُؤْتُواْ السفهآء أَمْوَالَكُمُ﴾، وفى السّفه الأُخروىّ: ﴿وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى الله شَطَطاً﴾، هذا هو السّفه فى الدّين. وقال تعالى: ﴿ألا إِنَّهُمْ هُمُ السفهآء﴾ تنبيها أَنهم هم السفهاءُ فى تسمية المؤمنين سفهاءَ. على ذلك قوله تعالى: ﴿سَيَقُولُ السفهآء﴾.
والسَّقْر والصّقْر: تغيير اللَّون. سَقَرَته الشَّمسُ وصقرته: لَوَّحَتْهُ. وجُعل سَقَر عَلَمًا لجهنم، ولمّا كان يقتضى التلويحَ فى الأَصل نبّه بقوله: ﴿وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ﴾ أَنّ ذلك مخالف لما تعرفه من أَحوال السّقْر فى الشَّاهد.
والسّقوط: اطّراح الشَّى، إِمّا من مكان عالِ إِلى مكان منخفض، كالسّقوط من السّطح، وسقوطِ منتصِب القامة. والسَّقَط والسُّقَاط لما يقلّ


الصفحة التالية
Icon