بصيرة فى السمع
وهو قوّة فى الأُذُن، بها تدرِك الأَصوات. وفِعْله يقال له السّمع أَيضًا. وقد سَمِع سَمْعًا. ويعبّر تارة بالسّمع عن الأُذُن نحو: ﴿خَتَمَ الله على قُلُوبِهمْ وعلى سَمْعِهِمْ﴾. وتارة عن فعله كالسّماع نحو ﴿إِنَّهُمْ عَنِ السمع لَمَعْزُولُونَ﴾، وتارة عن الفهم، وتارة عن الطَّاعة، تقول: اسمع ما أَقول لك. ولمْ تسمعْ ما قلتُ، أَى لم تفهم
وقوله ﴿سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا﴾، أَى فهِمنا ولم نأْتمر لك. وقوله ﴿سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا﴾، أَى فهمْنَا وارتسَمْنا. وقوله: ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ﴾، يجوز أَن يكون معناه: فَهِمْنا وهم لا يعملون بموجَبه، وإِذا لم يعمل بموجَبه فهو فى حكم مَن لم يسمع، قال تعالى: ﴿وَلَوْ عَلِمَ الله فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ﴾ أَى أَفهمهم بأَن جعل لهم قوَّة يفهمون بها.
وقوله: ﴿واسمع غَيْرَ مُسْمَعٍ﴾، فغير مُسْمَع يقال على وجهين:
أَحدهما: دعاء على الإِنسان بالصّمم.
والثَّانى: أَن يقال أَسمعت فلاناً إِذا سَبَبْتُه. وذلك متعارَف فى السّبّ.


الصفحة التالية
Icon